فصل: خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


‏{‏بعث أبي عبيدة‏}‏

14201- عن سويد أنه سمع عمر بن الخطاب يقول‏:‏ لما هرم أبو عبيدة‏:‏ لو أتوني كنت فئتهم‏.‏

‏(‏ق‏)‏‏.‏

‏{‏ذيل البعوث‏}‏

14202- عن أبي خزيمة بن ثابت قال‏:‏ كان عمر إذا استعمل رجلا أشهد عليه رهطا من الأنصار وغيرهم يقول‏:‏ إني لم أستعملك على دماء المسلمين ولا على أعراضهم، ولكني استعملتك عليهم لتقسم بينهم بالعدل وتقيم فيهم الصلاة، واشترط عليه أن لا يأكل نقيا ولا يلبس رقيقا ولا يركب برذونا، ولا يغلق بابه دون حوائج الناس‏.‏

‏(‏ش كر‏)‏‏.‏

14203- عن عبد الرحمن بن سابط قال‏:‏ أرسل عمر بن الخطاب إلى سعيد بن عامر الجمحي فقال‏:‏ إنا مستعملوك على هؤلاء لتسير بهم إلى أرض العدو فتجاهد بهم، فقال‏:‏ يا عمر لا تفتني فقال عمر‏:‏ والله لا أدعكم جعلتموها في عنقي، ثم تخليتم عني، إنما أبعثك على قوم لست أفضلهم، ولست أبعثك لتضرب أبشارهم ‏(‏أبشارهم‏:‏ وفي حديث عبد الله بن عمرو ‏"‏أمرنا أن نبشر الشوارب بشرا‏"‏ أي نحفيها حتى تبين بشرتها، وهي ظاهر الجلد، ويجمع على أبشار، ومنه الحديث ‏"‏ لم أبعث عما لي ليضربوا أبشاركم‏"‏‏.‏ النهاية ‏(‏1/129‏)‏ ب‏)‏ ولتنتهك أعراضهم، ولكن تجاهد بهم عدوهم وتقسم بينهم فيئهم‏.‏

‏(‏ابن سعد كر‏)‏‏.‏

14204- عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم قال‏:‏ خرج عمرو بن العاص إلى بطريق ‏(‏البطريق‏:‏ هو الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الروم وهو ذو منصب وتقدم عندهم النهاية ‏(‏1/135‏)‏ ب‏)‏ عنه ‏(‏عنة‏:‏ بضم اوله وتشديد ثانيه من مخاليف اليمن وقيل قرية باليمن معجم البلدان ‏(‏6/233‏)‏‏.‏ والله أعلم‏)‏ في نفر من أصحابه فقال له البطريق‏:‏ مرحبا بك وأجلسه معه على سريره وحادثه وأطال، ثم كلمه بكلام كثير وحاجه عمرو ودعاه إلى الإسلام، فلما سمع البطريق كلامه وبيانه وآدابه قال بالرومية‏:‏ يا معشر الروم أطيعوني اليوم واعصوني الدهر، هذا أمير القوم ألا ترون كلما كلمته كلمة أجابني عن نفسه لا يقول‏:‏ أشاور أصحابي، وأذكر لهم ما عرضت علي فليس إلا أن نقتله قبل أن يخرج من عندنا‏:‏ فتختلف العرب بيننا وبين أمرهم، فقال من حوله من الروم ليس هذا برأي، وكان قد دخل مع عمرو بن العاص رجل من أصحابه يعرف كلام الروم، فألقى إلى عمرو ما قال الملك، وخرج عمرو من عنده فلما خرج من الباب كبر وقال‏:‏ لا أعود لمثل هذا أبدا، وأعظم القوم ذلك وحمدوا الله على مارزقوا من السلامة، وكتب عمرو بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر الحمد لله على إحسانه إلينا وإياك والتغرير بنفسك أو بأحد من المسلمين في هذا وشبهه بحسب العلج ‏(‏العلج‏:‏ الرجل من كفار العجم وغيرهم‏.‏ النهاية ‏(‏3/286‏)‏ ب‏)‏ منهم أن يتكلم من مكان سواء بينك وبينه فتأمن غائلته ويكون أكسر له فلما قرأ عمرو بن العاص كتاب عمر رحم عليه، ثم قال‏:‏ ما الأب البر لولده بأبر من عمر بن الخطاب لرعيته‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14205- عن أبي موسى قال‏:‏ إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعثني أعلمكم كتاب ربكم وسنة نبيكم وأنظف طرقكم‏.‏

‏(‏حل كر‏)‏‏.‏

14206- ‏{‏مسند عمر‏}‏ عن عمر أنه كان يقول للجيوش إذا بعثهم‏:‏ أنا فئتكم‏.‏

‏(‏ابن جرير‏)‏‏.‏

 خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

‏{‏مراسلاته رضي الله عنه‏}‏

14207- عن الشعبي قال‏:‏ كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي وهو بالبحرين أن سر إلى عتبة بن غزوان فقد وليتك عمله، واعلم أنك تقدم على رجل من المهاجرين الأولين الذين قد سبقت لهم من الله الحسنى لم أعزله، أن لا يكون عفيفا ‏(‏عفيفا‏:‏ الاستعفاف‏:‏ طلب العفاف والتعفف، وهو الكف عن الحرام والسؤال من الناس‏:‏ أي من طلب العفة وتكلفها أعطاه الله إياها وقيل الاستعفاف‏:‏ الصبر والنزاهة عن الشيء، يقال‏:‏ عف يعف عفة فهو عفيف‏.‏ النهاية ‏(‏3/264‏)‏‏.‏

صليبا‏:‏ الصلب والصليب‏:‏ الشديد، وكذلك الصلب بتشديد اللام‏.‏انتهى‏.‏الصحاح للجوهري ‏(‏1/163‏)‏ ب‏)‏ صليبا شديد البأس ولكني ظننت أنك أغنى عن المسلمين في تلك الناحية منه فاعرف له حقه، وقد وليت قبلك رجلا فمات قبل أن يصل، فإن يرد الله تعالى أن تلي وليت وإن يرد أن يلي عتبة فالخلق والأمر لله رب العالمين، واعلم أن أمر الله محفوظ بحفظه الذي أنزله، فانظر الذي خلقت له فاكدح له ودع ما سواه؛ فإن الدنيا أمد والآخرة أبد فلا يشغلنك شيء مدبر خيره عن شيء باق شره واهرب إلى الله من سخطه؛ فإن الله يجمع لمن يشاء الفضيلة في حكمه وعلمه نسأل الله لنا ولك التقوى على طاعته والنجاة من عذابه‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏4/362‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14208- عن أبي حذيفة إسحاق بن بشير عن شيوخه قال‏:‏ كتب عمر بن الخطاب لما استخلف إلى أبي عبيدة بن الجراح‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عبيدة بن الجراح سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد، فإن أبا بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي إنا لله وإنا إليه راجعون ورحمة الله وبركاته على أبي بكر الصديق العامل بالحق والآمر بالقسط والآخذ بالعرف واللين والستير ‏(‏الستير‏:‏ أي العفيف‏.‏ يقال رجل مستور وستير‏:‏ أي عفيف‏.‏ المختار من صحاح اللغة ‏(‏228‏)‏ ب‏.‏

الوداع‏:‏ تقول‏:‏ ودع الرجل بضم الدال فهو وديع، أي ساكن، ووادع أيضا، مثل حمض فهو حامض‏.‏ المختار ‏(‏566‏)‏ ب‏)‏ الوادع السهل القريب الحليم، ونحتسب مصيبتنا فيه ومصيبتكم ومصيبة المسلمين عامة عند الله، وأرغب إلى الله في العصمة بالتقى برحمته والعمل بطاعته ما أحيانا والحلول في جنته إذا توفانا، فإنه على كل شيء قدير، وقد بلغنا إحصاركم لأهل دمشق وقد وليتك جميع الناس فأثبت ‏(‏فأثبت‏:‏ أي احبسها واجعلها ثابتة في مكان لا تفارقه‏.‏ وفي حديث أبي قتادة رضي الله عنه ‏"‏ فطعنته فأثبته‏"‏ أي حبسته وجعلته ثابتا في مكانه لا يفارقه‏.‏ النهاية ‏(‏1/205‏)‏ ب‏)‏ سراياك في نواحي أرض حمص ودمشق وما سواها من أرض الشام وانظر في ذلك برأيك ومن حضرك من المسلمين، ولا يحملك قولي هذا على أن تعرى ‏(‏تعرى‏:‏ وعرى من ثيابه بالكسر عريا بالضم فهو عار وعريان، والمرأة عريانة وما كان على فعلان فمؤنثه بالهاء وأعراه وعراه تعرية فتعرى، وفرس عري ليس عليه سرج‏.‏ النهاية ‏(‏3/338‏)‏ ب‏)‏ عسكرك فيطمع فيك عدوك، ولكن من استغنيت عنه فسيره، ومن احتجت إليه في حصارك فاحتبسه، وليكن فيمن تحتبس خالد بن الوليد فإنه لا غنى بك عنه‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

14209- عن ضبة ‏(‏ضبة بن محصن العنزي البصري - قليل الحديث ثقة مشهور، ضبة هكذا ضبطه في تبصير المنتبه ‏(‏3/854‏)‏‏.‏ وراجع تهذيب النهذيب ‏(‏4/442‏)‏ ص‏)‏ بن محصن قال‏:‏ كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أما بعد فإن للناس نفرة من سلطانهم، فأعوذ بالله أن تدركني وإياك؛ فأقم الحدود ولو ساعة من النهار، وإذا حضر أمران أحدهما لله، والآخر للدنيا فآثر نصيبك من الله فإن الدنيا تنفد والآخرة تبقى وأخف الفساق واجعلهم يدا يدا ورجلا ورجلا عد مريض المسلمين واحضر جنائزهم، وافتح بابك وباشر أمورهم بنفسك، فإنما أنت رجل منهم غير أن الله جعلك أثقلهم حملا، وقد بلغني أنه نشأ لك ولأهل بيتك هيئة في لباسك ومطعمك ومركبك، ليس للمسلمين مثلها، فإياك يا عبد الله أن تكون بمنزلة البهيمة مرت بواد خصب، فلم يكن لها هم إلا التسمن وإنما حتفها في السمن، واعلم أن العامل إذا زاغ زاغت رعيته، وأشقى الناس من شقيت به رعيته‏.‏

‏(‏الدينوري‏)‏‏.‏

14210- ‏{‏مسند عمر‏}‏ عن الليث بن سعد قال‏:‏ كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص من عبد الله أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإني فكرت في أمرك الذي أنت عليه، فإذا أرضك أرض واسعة عريضة رفيعة قد أعطى الله أهلها عددا وجلدا ‏(‏جلدا‏:‏ الجلد‏:‏ القوة والصبر‏.‏ النهاية ‏(‏1/284‏)‏ ب‏)‏ وقوة في بر وبحر وأنها لا تؤدي نصف ما كانت تؤديه من الخراج قبل ذلك على قحوط ‏(‏قحوط‏:‏ القحط‏:‏ الجدب‏.‏ وقحط المطر يقحط قحوطا، إذا احتبس‏.‏ الصحاح للجوهري ‏(‏3/1151‏)‏ ب‏.‏

جدوب‏:‏ الجدب‏:‏ نقيض الخصب‏.‏ ومكان جدب أيضا وجديب‏:‏ بين الجدوبة‏.‏ وأرض جدبة وأرض جدوب‏.‏ الصحاح للجوهري ‏(‏1/97‏)‏ ب‏)‏ ولا جدوب ولقد أكثرت من مكاتبتك في الذي على أرضك من الخراج، فظننت أن ذلك شيئا بينا على غير نزر ‏(‏نزر‏:‏ النزر‏:‏ القليل التافة‏.‏ وقد نزر الشيء بالضم ينزر نزارة وعطاء منزوور أي قليل وقولهم‏:‏ فلان لا يعطي حتى ينزر‏:‏ أي يلح عليه ويصغر من قدره الصحاح للجوهري ‏(‏2/826‏)‏ ب‏)‏ ورجوت أن تفيق فترجع إلى ذلك، فإذا أنت تأتيني بمعاريض ‏(‏بمعاريض‏:‏ المعاريض جمع معراض، من التعريض، وهو خلاف التصريح من القول‏.‏ النهاية ‏(‏3/212‏)‏ ب‏)‏ تغتالها ولا توافق الذي في نفسي، ولست قابلا منك دون الذي كانت تؤخذ به من الخراج قبل ذلك، ولست أدري مع ذلك ما الذي أنفرك من كتابي فلئن كنت مجزما ‏(‏مجزما‏:‏ جزم الشيء قطعه، ومنه جزم الحرف‏.‏ المختار ‏(‏76‏)‏ ب‏)‏ كافيا صحيحا فإن البراءة لنافعة، ولئن كنت مضيعا فطنا ‏(‏فطنا‏:‏ الفطنة كالفهم تقول‏:‏ فطن للشيء يفطن بالضم فطنة وفطن بالكسر فطنة أيضا، وفطانة وفطأنية بفتح الفاء فيهما ورجل فطن بكسر الطاء وضمها‏.‏ المختار ‏(‏399‏)‏ ب‏)‏ فإن الأمر على غير ما تحدث به نفسك، وقد تركت أن أبتلي ذلك منك في العام الماضي رجاء أن تفيق فترجع إلى ذلك، وقد علمت أنه لم يمنعك من ذلك إلا عمالك عمال السوء، وما تواليت عليه وتلفق ‏(‏وتلفق‏:‏ لفق الثوب، وهو أن يضم شقة إلى أخرى فيخيطهما، وبابه ضرب‏.‏ وأحاديث ملفقة، أي‏:‏ أكاذيب مزخرفة‏.‏ المختار ‏(‏476‏)‏ ب‏)‏ اتخذوك كهفا، وعندي بإذن الله دواء فيه شفاء عما أسألك عنه، فلا تجزع أبا عبد الله أن يؤخذ منك الحق وتعطاه، فإن النهر يخرج الدر والحق أبلج، ودعني وما عنه تتلجلج فإنه قد برح ‏(‏برح الخفاء‏:‏ إذا ظهر‏.‏ النهاية ‏(‏1/114‏)‏ ب‏)‏ الخفاء والسلام‏.‏

قال‏:‏ فكتب إليه عمرو بن العاص بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله عمر أمير المؤمنين من عمرو بن العاص سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فقد بلغني كتاب أمير المؤمنين في الذي استبطأني فيه من الخراج، والذي ذكر فيها من عمل الفراعنة قبلي، وإعجابه من خراجها على أيديهم ونقص ذلك منها منذ كان الإسلام، ولعمري الخراج يومئذ أوفر وأكثر، والأرض أعمر لأنهم كانوا على كفرهم وعتوهم أرغب في عمارة أرضهم منا منذ كان الإسلام وذكرت أن النهر يخرج الدر فحلبتها حلبا قطع ذلك درها، وأكثرت في كتابك وأنبت وعرضت وبرأت ‏(‏وبرأت‏:‏ قال ابن فارس في مقاييس اللغة ‏(‏1/236‏)‏‏:‏ فأما الباء والراء والهمزة فأصلان إليهما ترجع فروع الباب أحدهما الخلق يقال‏:‏ برأ الله الخلق يبرؤهم برءا‏.‏ والبارئ الله جل ثناؤه‏.‏ قال الله‏:‏ ‏"‏فتوبوا إلى بارئكم‏"‏، وقال أمية‏:‏ ‏"‏الخالق البارئ المصور‏"‏ والأصل الآخر‏:‏ التباعد من الشيء ومزايلته، من ذلك البرء وهو السلامة من السقم يقال‏:‏ برئت وبرأت‏.‏ ولعل معنى ‏(‏وبرأت‏)‏ يرجع إلى الأصل الثاني وهو التباعد من الشيء ومزايلته والله أعلم‏.‏ ب‏)‏ وعلمت أن ذلك عن شيء نخفيه على غير خبير فجئت لعمري بالمفظعات ‏(‏المفظعات‏:‏ المفظع‏:‏ الشديد الشنيع‏.‏ النهاية ‏(‏3/459‏)‏ ب‏.‏

المقذعات‏:‏ هو الفحش من الكلام الذي يقبح ذكره، يقال‏:‏ أقذع له إذا أفحش في شتمه‏.‏ النهاية ‏(‏4/29‏)‏ ب‏)‏ المقذعات ولقد كان لكم فيه من الصواب من القول رضين ‏(‏رضين‏:‏ المرضون شبه المنضود من الحجارة ونحوها يضم بعضها إلى بعض في بناء أو غيره، وفي نوادر الأعراب رضن على قبره وضمد ونضد ورثد كله واحد‏.‏ ‏(‏هذا إذا كان لفظ رضين صحيح، وأما إذا كان اللفظ ‏(‏رصين‏)‏ ولعله الصواب‏.‏ فمعناه رصن الشيء بالضم رصانة فهو رصين ثبت، وأرصنه‏:‏ أثبته وأحكمه‏.‏ ورصنه‏:‏ أكمله‏.‏ الأصمعي‏:‏ رصنت الشيء أرصنه رصنا أكملته‏.‏ والرصين‏:‏ المحكم الثابت‏.‏انتهى‏.‏لسان العرب ‏(‏13/181‏)‏ ب‏)‏ صارم بليغ صادق وقد عملنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن بعده فكنا بحمد الله مؤدين لأمانتنا حافظين لما عظم الله من حق أئمتنا، نرى غير ذلك قبيحا والعمل به سيئا، فتعرف ذلك لنا وتصدق به قبلنا معاذ الله من تلك الطعم ‏(‏الطعم‏:‏ ومنه حديث الحسن ‏"‏ وقتال على كسب هذه الطعمة‏"‏ يعني الفيء والخراج‏.‏ والطعمة بالكسر والضم‏:‏ وجه المكسب يقال‏:‏ هو طيب الطعمة وخبيث الطعمة، وهي بالكسر خاصة حالة الأكل‏.‏ النهاية ‏(‏3/126‏)‏‏.‏

الشيم‏:‏ والشيمة‏:‏ الخلق‏.‏ الصحاح للجوهري ‏(‏5/1964‏)‏ ب‏)‏ ومن شر الشيم والاجتراء على كل مأثم فاقبض عملك فإن الله قد نزهني عن تلك الطعم الدنية والرغبة فيها بعد كتابك الذي لم تستبق فيه عرضا تكرم فيه أخا، والله يا ابن الخطاب لأنا حين يراد ذلك مني أشد لنفسي غضبا ولها إنزاها ‏(‏إنزاها‏:‏ والنزاهة البعد عن السوء، ويقال‏:‏ سقت إبلى ثم نزهتها نزها أي باعدتها عن الماء، وإن فلانا لنزيه كريم إذا كان بعيدا عن اللؤم‏.‏ وهو نزيه الخلق‏.‏ الصحاح للجوهري ‏(‏6/2253‏)‏ ب‏)‏ وإكراما، وما علمت من عمل أرى علي فيه متعلقا ولكني حفظت ما لم تحفظ، ولو كنت من يهود يثرب ما زدت يغفر الله لك ولنا وسكت عن أشياء كنت بها عالما وكان اللسان بها مني ذلولا، ولكن الله عظم من حقك ما لا يجهل، والسلام، قال ابن قيس مولى عمرو بن العاص فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فقد عجبت من كثرة كتبي إليك في إبطائك بالخراج وكتابك إلي ببنيات ‏(‏ببنيات‏:‏ وبنيات الطريق هي الطرق الصغار تتشعب من الجادة، وهي الترهات‏.‏ الصحاح للجوهري ‏(‏6/2287‏)‏ ب‏)‏ الطريق وقد علمت أني لست أرضى منك إلا بالحق البين، ولم أقدمك إلى مصر أجعلها لك طعمة ولا لقومك لكني وجهتك لما رجوت من توفير الخراج وحسن سياستك، فإذا أتاك كتابي هذا فاحمل الخراج، فإنما هو فيء المسلمين وعندي من تعلم قوم محصورون، والسلام، فكتب إليه عمرو بن العاص بسم الله الرحمن الرحيم لعمر بن الخطاب من عمرو بن العاص سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فقد أتاني كتاب أمير المؤمنين يستبطئني في الخراج، ويزعم أني أعند عن الحق أنكب عن الطريق وإني والله ما أرغب عن صالح ما تعلم ولكن أهل الأرض استنظروني إلى أن تدرك غلتهم فنظرت للمسلمين فكان الرفق بهم خيرا من أن يخرق بهم فنصير إلى ما لا غنى لهم عنه، والسلام‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم أيضا‏)‏‏.‏

14211-عن هشام بن إسحاق العامري قال‏:‏ كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص أن يسأل المقوقس عن مصر من أين تأتي عمارتها وخرابها فسأله عمرو، فقال له المقوقس‏:‏ تأتي عمارتها وخرابها من وجوه خمسة، الأول أن يستخرج خراجها في إبان واحد عند فروغ أهلها من زروع، ويرفع خراجها في إبان واحد عند فراغ أهلها من عصر كرومها، ويحفر في كل سنة خليجها ويسد ترعها ‏(‏ترعها‏:‏ والترعة بالضم‏:‏ الباب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏إن منبري هذا على ترعة من ترع الجنة‏"‏ ويقال‏:‏ الترعة، الروضة، ويقال الدرجة‏.‏ والترعة أيضا أفواه الجداول، حكاه بعضهم‏.‏ الصحاح للجوهري ‏(‏3/1191‏)‏ ب‏)‏ وجسورها ولا يقبل محل أهلها مريد البغي فإذا فعل هذا فيها عمرت وإن عمل فيها بخلافه خربت‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم‏)‏‏.‏